السبت، 26 فبراير 2011

هجمات حكومية عنيفة.. وعشرات القتلى في مصراتة والزاوية

هجمات حكومية عنيفة.. وعشرات القتلى في مصراتة والزاوية

سقوط زوارة والكفرة.. ونظام القذافي يتقوقع في طرابلس

ضيق المحتجون الليبيون الخناق اكثر فأكثر على انصار الزعيم معمر القذافي حيث سقطت مدينتا زوارة والكفرة بأيدي المناوئين امس، في وقت تواصلت هجمات القوات الموالية للقذافي في مدينتي مصراتة والزاوية ما ادى الى سقوط عشرات القتلى كان من بينهم قتلى بهجوم على مسجد في الزاوية، فيما ذكرت تقارير اعلامية أن طيارين مرتزقة من أوكرانيا يقودون طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي تدعم نظام القذافي، وفي حين دعت اللجنة الشعبية للامن العام المتظاهرين الى تسليم أسلحتهم وعرضت مكافآت على من يبلغون عن زعماء الاحتجاجات. بات نظام القذافي يتقوقع في طرابلس.
وافاد اربعة شهود وصلوا امس برا الى تونس ان مدينة زوارة الليبية التي تبعد ‬120 كيلومترا عن طرابلس «خلت من الشرطة والعسكريين» وان «الشعب يسيطر على المدينة». وقال عامل مصري يدعى محمود محمد احمد عطية لوكالة «فرانس برس»: «لا يوجد شرطيون او عسكريون.. الشعب هو من يسيطر على المدينة. لقد وقع اطلاق نار كثيف في زوارة». وقال مصري اخر يدعى محمود احمد انه «لا أثر فيلاللشرطة او للعسكريين في المدينة». واضاف لـ«فرانس برس»: «الشعب منقسم بين موالين ومعارضين للقذافي لكن المعارضين اكثر عددا». كما افادت انباء اخرى عن سقوط مدينة الكفرة التي تقع جنوب شرقي ليبيا وتتكون التركيبة السكانية فيها من أغلبية من قبيلة زوية بالدرجة الأوليى في ايدي المحتجين.
معارك مصراتة
وفي سياق متصل، قال شاهد عيان في اتصال هاتفي مع وكالة «رويترز» ان قوات أمن موالية للزعيم الليبي هاجمت لجانا شعبية مناهضة للحكومة تسيطر على مدينة مصراتة وقتلت عددا من أفرادها. وقال الشاهد الذي يدعى محمد ان القتال دائر قرب مطار مصراتة. وتقع مصراتة على بعد نحو ‬200 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس. كما افاد شهود اخرون ان قوات الامن هاجمت متظاهرين في مصراتة، ثالث اكبر المدن الليبية، ما ادى الى سقوط قتلى. وقال احد هؤلاء الشهود في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان «انصار النظام هاجموا المتظاهرين العزل بالرشاشات وصواريخ ار بي جي»، متحدثا عن سقوط «عدد من الشهداء». وبحسب هذا الشاهد، فإن مئات المتظاهرين كانوا ما زالوا الليلة قبل الماضية في وسط المدينة و«تطوقهم قوات الامن التي يمكن ان تهاجمهم في اي وقت».

قتلى ومسجد
الى ذلك، ذكرت صحيفة «قورينا» الليبية ان عشرة اشخاص لقوا حتفهم في قتال بمدينة الزاوية. وافادت الصحيفة ان عدد القتلى «وصل إلى عشرة وعدد المصابين تجاوز العشرات بعد الهجوم الذي شنته الكتائب الأمنية الحكومية». ونقلت قناة «العربية» الإخبارية الفضائية عن شاهد عيان قوله إن المدينة «أصبحت أشبه بمجزرة ومن الصعب تحديد عدد القتلى والجرحى». وتحدث شاهد اخر عن «وجود مكثف للجيش الليبي في الزاوية ونقاط تفتيش وسيارات عسكرية». وأفاد شاهد عيان أن وحدة من الجيش الليبي فجرت مأذنة مسجد في الزاوية. وقال الشاهد لوكالة «أسوشيتد برس» إن العديد من المحتجين، الذين كانوا يتحصنون داخل وخارج المسجد للمطالبة برحيل الزعيم الليبي، «إما قتلوا أو أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم». وأضاف ان الجيش «استخدم صواريخ مضادة للطائرات وأسلحة رشاشة في مهاجمة المحتجين». وقال إن الهجوم «جاء بعد يوم من زيارة أحد مساعدي القذافي المدينة وتحذيره المحتجين بالمغادرة أو مواجهة مذبحة». وقال شاهدان انهما شاهدا أشخاصا بملابس مدنية يهرعون بالشوارع وهم يحملون بنادق وانهما سمعا صوت اطلاق نار كثيف.
عروض وغذاء
في هذه الاثناء، دعت اللجنة الشعبية للامن العام المحتجين الى تسليم أسلحتهم وعرضت مكافآت على من يبلغون عن زعماء الاحتجاجات في بيان أذاعه التلفزيون الليبي على الهواء. وجاء في البيان: «الذي يسلم سلاحه نادما يعفى من الملاحقة القانونية.. كما تدعو اللجنة المواطنين بالتعاون معها بالابلاغ بالذين غرروا بالشباب او زودوهم باموال او اجهزة او مواد مسكرة او حبوب الهلوسة وسيتم منح مكافأة مالية مجزية لكل من يبلغ او يساهم في القبض عليهم». كما اكدت السلطات الليبية ان السوق الليبية «مزودة بشكل طبيعي بالمواد الغذائية» ودعت الى استئناف العمل في القطاعين العام والخاص. واكدت وزارة الصناعة والتجارة في بيان ان «تموين السوق الليبية بكل انواع المواد الغذائية مستمر ومتواصل». واضافت ان مخزون هذه المواد «يكفي حتى نهاية العام على رغم ارتفاع المشتريات خلال هذه الفترة». وظهرت للعيان في طرابلس طوابير من الليبيين امام المخابز ومحطات الوقود والمتاجر القليلة التي لا تزال تفتح ابوابها. واكدت وزارة التعليم من جهتها ان المدارس والجامعات تفتح بشكل «طبيعي»، داعية التلامذة والطلاب الى العودة الى صفوفهم.
مرتزقة أوكرانيون
من جهة اخرى، ذكرت صحيفة «سيفودنيا» الأوكرانية أن طيارين مرتزقة من أوكرانيا يقودون طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي تدعم نظام القذافي. وافادت «سيفودنيا» أن «طيارين أوكرانيين بعضهم يحمل رتبه بارزة في سلاح الجو الليبي يتولون قيادة طائرات مقاتلة من طراز ميغ ‬21 و ميغ‬23 وكذلك طائرات شحن من طراز إيه إن ‬12 و إيه إن‬26». وأوضحت الصحيفة أن الطيارين «يتلقون ما يتراوح ما بين ‬2000 و ‬8000 دولار شهريا». وذكرت شركة «ستراتفور» الخاصة التي تقوم بالتحليل السياسي ان «مرتزقة أوكرانيين كانوا يقودون الطائرات التي قصفت مئات المتظاهرين بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس»، لكن السفارة الأوكرانية في طرابلس نفت هذا التقرير. ويتردد أن هناك منشأة لفحص وإصلاح الطائرات الأوكرانية تتولى خدمات الصيانة لطائرات القوات الجوية الليبية منذ العام ‬2008. وعلى هذا الصعيد، دمر سكان بنغازي الغاضبون ثكنة مرتزقة أفارقة. وتحول المبنى الذي قال سكان من المدينة ان المرتزقة كانوا يقطنونه الى أنقاض. وقال محام في بنغازي ان لجنة أمنية شكلها مدنيون بعد أن سيطروا على المدينة اعتقلت ‬36 من المرتزقة القادمين من تشاد والنيجر والسودان استخدمهم حرس القذافي للقتال في المدينة

0 التعليقات:

إرسال تعليق