الاثنين، 28 فبراير 2011

ليبيا والعرب يستحقون الديمقراطية

ليبيا والعرب يستحقون الديمقراطية




جانيت دالي: الحكام المستبدون يتسمون بالتشوش والتذبذب (رويترز-أرشيف)

في تعليقها بصحيفة ديلي تلغراف كتبت جانيت دالي أن ليبيا والعرب يستحقون الديمقراطية ومساعدة الغرب ويجب أن نقرر هل سنقدم مساعدة فعلية لأولئك الذين يتوقون إلى الحرية أم سنرسلهم إلى العصور الوسطى.


وقالت الكاتبة إنه بعد مشاهدة الخطابات الوداعية الصاخبة للعقيد القذافي خطر ببالها مدى التشابه الكبير بين الحكام المستبدين عندما يكونون على وشك الانهيار أمثال هتلر وموسوليني حيث يتسمون بالتشوش الواضح والتذبذب الشديد بين التحدي والاستشهاد. حتى إيماءات القذافي، بقبضة يده وتمايل ذراعه كما لو كان يهوي بفأس، تذكرنا كثيرا بالأيام الأخيرة لأولئك الطغاة الذين نعرفهم جيدا.


وأشارت دالي إلى أن إسقاط هذا المستبد القاتل بواسطة شعبه -وفقا لمعايير فلسفتنا السياسية الرسمية- هو في الواقع مسألة يشوبها شك هائل لأنه بخلاف هتلر وموسوليني من غير المرجح أن تُستبدل بنظام العقيد حكومة خاضعة للمساءلة.


وبصراحة أكبر كما يقول كثير من مؤيدي هذه الفلسفة فإن ليبيا ليست أوروبا. فالشعب الليبي لا يمكن أن يُتوقع منه سد الفراغ الذي تتركه نهاية الطغيان بتقدم منتظم نحو الحرية والعدالة للجميع. وعلى هذا فإن طغاة هذه البلاد ليسوا مثل طغاتنا ومن ثم فإن التوق للديمقراطية الذي عبرت عنه شعوب هذه البلاد لا يمكن أخذه على محمل الجد، أو على الأقل لا يمكن أخذه على علاته.


وبهذا المنطق فإن أقصى ما يمكن أن نأمله لهذه الفترة الفوضوية الحالية أنها ستنتهي بطاغية آخر أقل خطرا يحل محل الطاغية الحالي ونستطيع التعامل معه.


وقالت الكاتبة إن مؤيدي هذا الرأي المتغطرس والاستعماري للشرق الأوسط هم غالبا الأشخاص أنفسهم الذين اتهموا الحكومتين الأميركية والبريطانية بأنهما تمثلان إمبريالية جديدة عندما تعملان بمنطق التدخل الليبرالي.


وختمت بأننا قد قبلنا حتى الآن بعالمية الحق في الحريات الأساسية التي هي في صلب ما نسميه القانون الدولي الذي يسعى لحماية المضطهدين والمظلومين.


والمبادئ التأسيسية للأمم المتحدة وبروتوكولات الاتفاقات العالمية بعد الحرب تؤكد ضمنا أن القيم الديمقراطية هي المثل الأعلى الذي ينبغي أن تسعى إليه كل الأمم. واعتناق الحرية معناه الانضمام إلى العالم الحديث. لذا علينا الآن أن نقرر: هل سنقدم مساعدة فعلية لهذه الشعوب العربية التي تريد الانخراط في هذه العملية الطويلة والمضنية أم أننا سنكتفي بإرسالهم إلى القرون الوسطى؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق