الاثنين، 28 فبراير 2011

سميح القاسم: رفضت دعوة القذافي

عاطف دغلس-نابلس
المصدر : الجزيرة

أدان الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم ما يرتكبه النظام الليبي من "قمع ومجازر" ضد مواطنيه وحقهم في حرية الرأي والتعبير، كاشفا أنه رفض زيارة الجماهيرية بناء على دعوة شخصية وجهها له الزعيم الليبي معمر القذافي قبل أسابيع قليلة.


وقال القاسم في حديث خاص للجزيرة نت إنه المثقف العربي الوحيد الذي كان واضحا منذ البداية بموقفه من هذه الأنظمة، لافتا إلى أنه دعا القذافي عبر مقالات وكتابات له وغيره من القادة العرب بضرورة وقف القمع ضد شعوبهم، "ولا بد من تداول سلمي للسلطة" والعمل بالتعددية والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.


ورأى أن قتل شخص واحد كقتل ألف، وقال إنه لا يجوز "من حيث المبدأ" أن يمس النظام أيا كان أمن المواطنين أو يتطاول عليهم.


وأكد القاسم أنه رفض دعوة شخصية وجهها له الزعيم الليبي عبر سفير ليبيا بالأردن قبل شهر ونيف "لأنني لا أقر العلاقة مع الأنظمة القمعية" مشيرا إلى أنه يزور الجماهير ويلتقيهم، ولكن الأنظمة القمعية "لا يمكن أن أكون ورقة توت أو تين للتغطية على مسلكيتها المفروضة".


واسترسل الشاعر الفلسطيني بالحديث عن توقعه لمثل هذه الأحداث في الأنظمة العربية، وبين أنه نصح قبل عقود هذه الأنظمة بضرورة احترام شعوبها، وأنه وتحديدا قبل عام تقريبا توجه لهذه الأنظمة بضرورة التعددية وضمان الحريات والديمقراطيات، مضيفا أنه توقع هذه الأحداث "فأنا تجولت بمعظم دول شمال أفريقيا وتوقعت بانتفاضة عربية قادمة ضد الأنظمة والزعماء".


"
وشدد القاسم على أن دور المثقف العربي لم يغب عن أرض المعركة في مواجهة هذه الأنظمة وبكافة الأشكال


"


مطلب تاريخي
ولفت إلى أن هذه الانتفاضات أصبحت تتعدى مطالبها تلك الأمور المتعلقة بلقمة الخبز وحرية الرأي إلى مطلب عربي تاريخي يتمثل بالوحدة. وقال إن الانتفاضة تتعدى المطالبة بلقمة الخبز وحرية الرأي إلى أكثر من ذلك، فهناك مطلب عربي تاريخي متمثل بالوحدة العربية، مشيرا إلى أنه مطلب أساسي "ولن تقوم قائمة للأمة بدون تحقق شكل من أشكال الوحدة".


ولم يبرر القاسم للنظام الليبي تحديدا ولغيره من الأنظمة العربية أي عمليات قمع ضد شعوبها، وقال إنه وبظل المتغيرات العربية الجارية لا يلام الشعب فيما يقوم به من ثورات هنا وهناك، وأكد أن الشعوب بحالة دفاع عن النفس.
وأضاف "مرة تدافع عن نفسها بمواجهة احتلال وعدوان أجنبي، ومرة أخرى تدافع عن النفس بمواجهة أنظمة الاستبداد والدكتاتورية".


وشدد الشاعر الفلسطيني على أن دور المثقف فلسطينيا كان أو عربيا لم يغب عن أرض المعركة في مواجهة هذه الأنظمة وبكافة الأشكال، وكان له دور مميز في التنوير والتثوير من أجل التغيير وبإظهار التكافل والتضامن، "وأنا أتحدث باسم قصيدتي".


إلا أنه لم يخف أن هناك مثقفين عربا "مرتزقة"، غنوا وطبلوا للأنظمة وهؤلاء "فئة ضالة انتهازية لا تحسب على قوى التنوير والتطوير والتغيير".

0 التعليقات:

إرسال تعليق